العبيدي: لقاء كفاءاتنا بالخارج أمر جيد لكن نجاعته أفضل ضمن هذه الهياكل
انطلقت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج مؤخرا في تطبيق إستراتجية لقاءات مكثفة ومباشرة مع الجالية التونسية بالخارج وخاصة منهم رجال الأعمال والكفاءات التونسية المتمركزة في عدة دول عربية وافريقية والغربية ممن أسسوا لأنفسهم مؤسسات اقتصادية خاصة أو شراكات مع شركات أجنبية في عدة قطاعات واختصاصات وذلك في إطار تنفيذ سيادة رئاسة الجمهورية لوضع الآليات الكفيلة بمزيد التواصل مع جاليتنا بالخارج وتعزيز روابطها مع الوطن والإستفادة من خبرات ذوي الكفاءات العليا من التونسيين في مختلف القطاعات.
وتميزت هذه الإستراتجية بعدم الاقتصار على تنظيم هذه اللقاءات بالتوازي مع المشاركات الخاصة لتونس وتمثليها في عدة تظاهرات ومناسبات دولية الى تنظيم لقاءات خارج هذه الأسس الدبلوماسية الرسمية .
كفاءاتنا ليست بحاجة لتوجيه سياسي بل بإحاطة شاملة لهم لاستثمار شبكة علاقتهم
وفي سياق متصل اعتبر الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي في تصريح لموزاييك الاثنين 6 ماي 2024 أن التنقلات الأخيرة والمنتظمة لوزير الشؤون الخارجية نبيل عمار ولقاءاته بالجالية التونسية بالخارج وخاصة رجال الأعمال وأصحاب المشاريع التونسيين في عدة دول أجنبية أمرا محمودا وبادرة جيدة تبرز نية طيبة للتواصل مع كفاءاتنا بالخارج.
واعتبر أن ذلك لا يخفي عدم حاجة هؤلاء لتوجيهات سياسية لإطلاعهم على فرص الاستثمار في تونس لأن أغلبهم في متابعة يومية ومتواصلة لفرص الاستثمار وتطورات الوضع الاقتصادي في تونس وتطورات الساحة الاستثمارية في الداخل والخارج من خلال شبكة علاقتهم معتبرا أن ما يستحقونه هو الإحاطة بهم وتشريك اغلبهم لا جزء منهم من اجل استثمار قدراتهم .
وأشار عبد الله العبيدي إلى أهمية الهياكل التي كانت تجمع الكفاءات التونسية المختصة تقنيا أو اقتصاديا بدول المهجر قبل الثورة ضمن وداديات وشُعب ومنظمات إلا انه تم تفكيكها على أساس أنها هياكل تنتمي للنظام السابق بالتالي أصبحت لقاءات وزير الشؤون الخارجية تقتصر على مجموعة ضيقة من رجال الأعمال المتواجدين في المحيط الجغرافي القريب من مقر البعثة التونسية الذين يدعوهم سفراءنا وقناصلة تونس في حين أن الجالية التونسية وخاصة القاعدة الاقتصادية من الكفاءات في عدة اختصاصات هي اكبر بكثير من تلك المجموعات الضيقة المدعوة لتلك اللقاءات .
ودعا الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي الدولة إلى إعادة بناء الهياكل التي تجمع كفاءاتنا من رجال الأعمال والمستمرين تحت غطاء مركز النهوض بالصادرات CEPEX أو وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي "FIPA-Tunisiaأو ضمن وداديات غير مرتبطة بأي حزب سياسي طبعا إلا أنها تستقطب أكثر عدد من الجالية التونسية المختصة في عدة مجالات واختصاصات في دول المهجر ضمن هيكل موحد غير مشتت مما يجعل تنقلات وزيرا الخارجية أو الشؤون الاجتماعية مُجدية أكثر وتجاوز ظاهرة اللقاء التي قد توصف بالشعوبية حسب تعبيره.
هناء السلطاني